Success stories of Palestinian achievers from all over the world
فلسطيني يوثق محطات تاريخية على الفخار

فلسطيني يوثق محطات تاريخية على الفخار

24-Mar-2021

 

 

غزة -بأدوات بسيطة وخيال فيّاض، استطاع الفنان بسام الحجار أن يوثق جزءاً عظيماً من تفاصيل الحياة العربية والفلسطينية، فالمتتبع لمنحوتاته ولوحاته الفنية يمكنه استقراء محطات من التاريخ من أحداث ومعارك وشخصيات وتراث وشواهد تراثية مثل الدبكة وأدوات الحياة التقليدية مثل الساقية وأداة الطحن ودلاء القهوة وغيرها.

الفنان الحجّار -67 عاما -من أوائل الفنانين الذين قاموا بالنحت على الفخار بلمسات إبداعية في قطاع غزة، والتي يهدف من خلالها إلى "إثبات حق الشعب الفلسطيني في الأرض والحرية، ومن أجل الحفاظ على التراث من الضياع" وفق حديثه لـ الشرق.

وقال: "إنها نغم لقارئ اللوحة، تذكره بالوطن المسلوب، بالقرى المهجرة وبمدينة حيفا وعكا ويافا وصفد التي يرتع ويمرح فيها الاحتلال".

ما أثّر عليه في حياته الفنية ووجّه منحوتاته ولوحاته لتلك الناحية من الفن هو ولادته في مخيم المغازي عام1954 وسط قطاع غزة ثم طفولته التي عاشها في مخيم الشاطئ غرب القطاع.

وأضاف: "بدأت موهبتي الفنية تظهر منذ كنت في طفولتي المبكرة بعمر الرابعة حيث بدأت أرسم بالطباشير وأشكل المجسمات الصغيرة بالصلصال وبالأسلاك والورق، وفي الرابعة عشرة بدأت أتمكن من النحت على الفخار والصخور والجبس".

وفي عمر الثامنة عشرة تميّز الحجّار تلقائيا إذ لم يتلق أي تعليم حول الفن، يعبر: "كثرة التكرار والتجريب ساهمت في صقل موهبتي وتطويرها، فقد كنت شغوفا بكل الأعمال الفنية التي يقوم بها".

 

قِبلة لعاشقي الفن

لقد طوّر نفسه بنفسه في قبو داخل بيته أصبح قبلةً لعاشقي الفنّ، فهناك تجد تفاصيل القصص الدقيقة محفورةً على قوالب صنعها بيده من الأسلاك وقد لفّ عليها القماش ثم غلفها بالأسمنت أو الصلصال أو الجبس حيث يختار الأرضية بالمادة التي يراها أنسب لطبيعة القصة التي سيحفرها عليها.

وربما ما جعل هناك بصمة خاصة للفنان هو نحته لتفاصيل القصة الدقيقة، فلم يركز على المرأة الفلسطينية الريفية التي كانت تذهب حافية القدمين إلى الأرض فتحمل المنجل وتحصد، إنما رسم المشهد بشكل عام وركز على شوكةٍ انغرست في قدمِها الحافية.

وفي منحوتة أخرى صوّر المرأة التي تعدّل غطاء رأسها وتخفي شعرها بعد أن هبّت الرياح وكشفته وكذلك امرأة أخرى تسارع في الإمساك بثوبِها، لإظهار جزء من الأخلاق التي تربت عليها المرأة الفلسطينية المتمثلة في الستر.

يعلق: "تلك المشاهد وصفتها لي والدتي المهجرة من مدينة حيفا، فظلت عالقة في ذهني، وكذلك منحوتة الشاب الذي يمتطي حصانا ويشارك في المسابقات التي كانت تُنظّم في نفس المدينة المهيبة".

وإن كان الحجار الذي عمل طوال حياته في البناء والقِصارة غير حاصل على شهادات جامعية وعلمية، إلا أنه يطلع كثيرا على كتب التاريخ، حيث يستفيد مما يقرأ في تحويله لأعمال فنية ومنحوتات كالمعارك التي دارت على أرض فلسطين ومنها معركة اليرموك وحطين وعين جالوت والتي شارك فيها العرب.

وخلال السنوات الماضية شارك الفنان بأعماله الفنية في عدة معارض داخلية في قطاع غزة وخارجية، كان أبرزها في قطر وفرنسا، ويوضح أن الأكثر طلبا في منحوتاته تلك التي تجسد مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى.

وكان الحجار يعمل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 في مهنة القصارة كالكثيرين من الفلسطينيين قديما، وفي تلك الفترة كان بعض المستوطنين من دولة الاحتلال الإسرائيلي يطلبون منه نحت شخصيات صهيونية شهيرة من أبرزها ثيودور هرتزل ودافيد بن غوريون، إلا أنه رفض، يعبر:" كان وما زال يستحيل عليّ أن أفعل هذا الأمر، إنني أراها جريمة بحق وطني وديني وأخلاقي". (الشروق)

 

المصدر